أسباب الأرق
تجدر الإشارة إلى أنّ الأرق (بالإنجليزية: Insomnia) قد يكون حادًّا أو مُزمنًا؛ بحيث يستمر
الأرق الحادّ فترة تبلغ عدّة أيام أو بضع أسابيع وعادةً ما ينتج عن التعرّض لضغوط نفسيّة
أو أحداث صادمة، أمّا الأرق المُزمن فإنّه يستمر لمدة شهر أو أكثر من ذلك، وبشكلٍ عامّ
فإنّ الأرق قد يُشكّل مُشكلة أساسيّة بحدّ ذاته، أو قد يرتبط بحالات صحية أو أدوية
مُعينة
وفي الحقيقة توجد العديد من الأسباب المختلفة التي
قد تؤدي الى المعاناة من الأرق، نبيّن بعضاً منها فيما يأتي:
ممارسات الحياة
التوتّر والضغط النفسيّ: قد يؤدي التعرّض لأحد الأحداث
الصادمة في الحياة؛ مثل وفاة أحد المقربين، أو فقدان الوظيفة، أو المرض، إلى المعاناة
من الأرق، بالإضافة إلى الضغط النفسيّ الناجم عن الدراسة، والعمل، والظروف الماديّة
ممّا يؤدي إلى التفكير الزائد عند الاستلقاء للنوم، وصعوبة النوم.
السفر أو طبيعة العمل: تُنظّم الساعة البيولوجيّة أو ما يُعرَف بالنَّظْم اليوماويّ (بالإنجليزية: Circadian rhythm) دورة النوم، والعديد من العمليّات الحيويّة في الجسم، لذلك قد يؤدي اضطرابها إلى المعاناة من الأرق، وقد يرتبط ذلك الاضطراب بالسفر، أو العمل إلى وقتٍ متأخر من الليل، أو اتباع نظام الشفتات في العمل.
عادات النوم السيئة: مثل استخدام السرير خارج أوقات
النوم للعمل أو مشاهدة التلفاز، واتّباع نظام نوم غير منتظم، والنوم في بيئة غير مُريحة.
تغيّر نمط النوم مع التقدّم في العُمر: تختلف دورة
النوم بشكلٍ طبيعيّ مع التقدّم في العُمر، بحيث يبدأ الشخص بالشعور بالنّعاس في وقتٍ
باكر من الليل كما يبدأ بالاستيقاظ باكراً في الصّباح، بالإضافة إلى ما يُصاحب تقدم
العمر انخفاض نسبة النوم العميق؛ ممّا يُسهّل الاستيقاظ في حال سماع الأصوات أو حدوث
بعض التغيّرات في البيئة المُحيطة، وكما هو معروف فإنّ التقدم في العمر قد يُصاحبه
المُعاناة من أمراض وما يترتب عليها من استخدام الأدوية؛ إذ إنّ لذلك تأثيرًا في القدرة
على النوم، وتجدر الإشارة إلى ارتباط التقدم في العمر بانخفاض النشاط وأخذ عدّة غفوات
خلال النهار ممّا يؤدي إلى صعوبة النوم في الليل.
شرب الكحول: على الرغم من تأثير الكحول المهدئ على
المدى القريب إلّا أنّه يسبّب العديد من الاضطرابات التي تؤدي إلى المعاناة من الأرق
على المدى البعيد، حيثُ يسبّب اضطرابًا في دورة النوم الطبيعيّة بما في ذلك الاستيقاظ
قبل الحصول على النوم الكافي، كما قد يتسبّب الكحول بزيادة عدد مرات التبوّل أثناء
الليل نظرًا لامتلاكه خصائص مُدرّة للبول
الكافيين: بسبب تأثير الكافيين المنبّه فإنّ تناول
أحد المشروبات التي تحتوي على الكافيين قبل موعد النوم قد يؤدي إلى الأرق وصعوبة النوم،
ويُشار إلى أنّ تناول هذه المشروبات قبل النوم بستّ ساعات أو مدّة أطول من ذلك يقي
من تأثير الكافيين في النّوم لدى العديد من الأشخاص
التدخين والنيكوتين: للنيكوتين (بالإنجليزية: Nicotine) الموجود في السجائر تأثير منبّه مشابه لتأثير
الكافيين، ومن آثاره الجانبيّة الإصابة بالأرق، ونظرًا لانخفاض تأثير النيكوتين في
الصباح قبل الاستيقاظ فقد يؤدي ذلك إلى ظهور أعراض انسحابيّة واضطرابات النوم خلال
هذه الفترة، بالإضافة إلى أنّ نسبة النوم العميق لدى الأشخاص
إدمان الكوكايين: يصاحب استخدام الكوكايين (بالإنجليزية: Cocaine) الإدمان، والإصابة بالأرق، وفقدان القدرة
على الشعور بالمتعة، بالإضافة إلى تأثير الكوكايين المنشّط الذي يؤدي إلى التهيّج واضطراب
دورة النوم الطبيعيّة
استخدام الأجهزة الإلكترونيّة قبل النوم: حيثُ أظهرت
عدّة دراسات تأثير ضوء الأجهزة الالكترونيّة في اضطراب نسبة هرمون الميلاتونين - وهو
الهرمون الذي يلعب دورًا مهمّا في النوم- ممّا يؤدي إلى صعوبة النوم
تناول الوجبات الدسمة قبل النوم: لما تُسبّبه من
شعور بعدم الراحة والتأثير في القدرة على النّوم، بالإضافة إلى إمكانيّة تسبّب الطعام
الحار بحرقة في المعدة وبالتالي اضطراب النوم.
انقطاع الطمث
تعاني العديد من النساء من الأرق خلال مرحلة انقطاع
الطمث (بالإنجليزية: Menopause) -التي تُعرف أيضًا بسنّ اليأس- بسبب عدّة تغيرات مصاحبة لهذه المرحلة،
ومنها ما يأتي
الهبّات الساخنة: تُعدّ الهبّات الساخنة (بالإنجليزية: Hot flashes) والتعرّق الليليّ من الأعراض الشائعة التي
قد تعاني منهما المرأة خلال مرحلة انقطاع الطمث، فيؤديان إلى المعاناة من الأرق، بالإضافة
إلى أنّ هذه الأعراض تكون ناجمة عن زيادة في نسبة هرمون الأدرينالين (بالإنجليزية: Adrenaline) كردّة فعل عن انخفاض نسبة هرمونات مُعينة
لدى المرأة، فيؤدي الأدرينالين إلى التنبيه وزيادة طاقة الجسم ممّا يؤدي إلى صعوبة
النوم والمعاناة من الأرق.
التغيرات الهرمونيّة: يصاحب مرحلة انقطاع الطمث
حدوث العديد من التغيرات الهرمونيّة لدى المرأة؛ بما في ذلك انخفاض نسبة هرموني الإستروجين
(بالإنجليزية: Estrogen)،
والبروجسترون (بالإنجليزية: Progesterone) ممّا يؤدي إلى حدوث عدد من التغيرات في نمط الحياة والنوم، حتى يتمّ التأقلم
مع هذه التغيرات، وتجدر الإشارة إلى أنّ هرمون البروجسترون يُعدّ أحد الهرمونات المحفّزة
للنوم لذلك يؤدي انخفاضه إلى المعاناة من الأرق أيضاً.
الأدوية: قد تحتاج المرأة لاستخدام بعض الأدوية
والمكملات خلال مرحلة انقطاع الطمث والتي بدورها قد تكون مصحوبة بآثار جانبيّة من بينها
الأرق.
الحمل
تعاني معظم النساء من مشكلة الأرق أثناء الحمل خصوصاً
أثناء الثلث الثاني والثالث من الحمل بسبب زيادة حجم الجنين، وازدياد شدّة أعراض الحمل،
وتجدر الإشارة إلى أنّ معاناة المرأة الحامل من الأرق لا يؤثر في صحة الجنين، وتوجد
العديد من العوامل المختلفة التي قد تكون مسؤولة عن معاناة المرأة الحامل من الأرق،
نبيّن بعضاً منها فيما يأتي
حرقة المعدة المُرتبطة بالحمل. تشنجات الساقين.
القلق النفسيّ. كثرة التبوّل. التغيرات الهرمونيّة. صعوبة الحصول على الوضعية المريحة
بسبب حجم البطن. زيادة تحفيز العمليّات الاستقلابيّة أو الأيض ممّا يؤدي إلى زيادة
حرارة الجسم.
الادوية
قد تكون المعاناة من الأرق ناجمة عن استخدام بعض
الأدوية، إذ يُعدّ الأرق أحد الآثار الجانبيّة الشائعة لعدد من الأدوية، ومنها ما يأتي
حاصرات مستقبلات الألفا: (بالإنجليزية: Alpha-blockers)، من الآثار الجانبية التي
ترتبط باستخدام هذه المجموعة: الأرق، وشعور الشخص بالنعاس والتعب أثناء النهار، بالإضافة
إلى تأثيرها الذي يؤدي إلى نقص مدة بعض مراحل النوم.
حاصرات مستقبلات البيتا: تُسبّب حاصرات مستقبلات
البيتا (بالإنجليزية: Beta-blockers) الاستيقاظ المتكرّر أثناء النوم، والكوابيس، ويعتقد العلماء أنّ هذا التأثير
ناجم عن انخفاض نسبة هرمون الميلاتونين الذي يلعب دورًا في تنظيم النوم.
حاصرات مستقبلات البيتا: تُسبّب حاصرات مستقبلات
البيتا (بالإنجليزية: Beta-blockers) الاستيقاظ المتكرّر أثناء النوم، والكوابيس، ويعتقد العلماء أنّ هذا التأثير
ناجم عن انخفاض نسبة هرمون الميلاتونين الذي يلعب دورًا في تنظيم النوم.
أدوية الكورتيكوستيرويد: تُسبّب أدوية الكورتيكوستيرويد
(بالإنجليزية: Corticosteroids) الأرق نتيجة تأثيرها المشابه لهرمونات الغدّة الكظريّة (بالإنجليزية: Adrenal gland) والمسؤولة عن تحفيز
الجسم والدماغ.
مثبطات استرداد السيروتونين الاختياريّة: (بالإنجليزية: Selective serotonin re-uptake inhibitor) واختصاراً (SSRI)،
ولم يتمكّن الأطباء من تحديد آلية تسبّبها بالأرق لدى الشخص المصاب بشكلٍ واضح إلّا
أنّ هذه الأدوية قد تسبّب التهيّج والرجفة، ممّا قد يؤدي إلى المُعاناة من الأرق
مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين: (بالإنجليزية: Angiotensin-converting enzyme inhibitors)،
قد يؤدي استخدام هذه الأدوية إلى المعاناة من الأرق بسبب إمكانيّة ارتفاع نسبة البوتاسيوم
في الجسم والذي بدوره يؤدي إلى تشنّج الساقين، وألم العضلات والعظام، والإسهال، بالإضافة
إلى تسبّب هذه الأدوية بالمعاناة من السعال الجاف في حالات قليلة، والذي قد يحول دون
النوم براحة أثناء الليل.
مضادّات مستقبلات الأنجيوتينسن 2: (بالإنجليزية: Angiotensin II-receptor blockers) واختصاراً (ARBs)،
وقد تسبّب هذه الأدوية الأرق نتيجة تسببها بارتفاع نسبة البوتاسيوم في الجسم أيضاً
وظهور الأعراض المصاحبة لها.
مثبِّطات الكولينستيراز: (بالإنجليزية: Cholinesterase inhibitors)،
قد تؤدي العديد من الأعراض المصاحبة لهذه الأدوية إلى اضطراب القدرة على النوم مثل
تشنّج الساقين، والغثيان والتقيؤ، بالإضافة إلى زيادة نسبة الأستيل كولين (بالإنجليزية: Acetylcholine) في الدماغ والجسم،
وهو أحد أنواع النواقل العصبيّة، ممّا يؤدي إلى اضطراب الوظائف اللاإراديّة في الجسم
بما فيها الوظائف المسؤولة عن النوم.
أنواع مُعينة من مضادّات الحساسيّة: يُسبّب الجيل
الثاني من حاصرات مستقبلات الهستامين 1 (بالإنجليزية: H1
antagonist) القلق النفسيّ والأرق بسبب تثبيط الأستيل
كولين في الجسم، ويتمّ وصف هذه الأدوية لعلاج ردّات الفعل التحسسيّة
مكمّلات الجلوكوزامين والكوندرويتين: يُصاحب استخدام
مكمّلات الجلوكوزامين (بالإنجليزية: Glucosamine) والكوندرويتين (بالإنجليزية:
Chondroitin) ظهور عدد من الآثار الجانبيّة مثل الأرق،
والإسهال، والصداع.
أدوية الستاتين: تُسبّب أدوية الستاتين (بالإنجليزية: Statins) ألمًا في العضلات ممّا قد يؤثر في قدرة
الشخص على النوم في الليل، وقد يكون هذا الألم شديدًا جدًا في بعض الحالات
أدوية علاج السرطان: تسبّب العديد من أدوية علاج
السرطان والتي تُعرَف بأدوية العلاج الكيميائيّ (بالإنجليزية:
Chemotherapy) المعاناة من التعب والإعياء أثناء النهار
ممّا يؤدي إلى النوم خلال النهار والأرق أثناء الليل، بالإضافة إلى أنّ بعض الأدوية
المستخدمة للتخفيف من الآثار الجانبيّة المصاحبة لأدوية السرطان قد تؤدي إلى التعب
والإعياء أيضاً؛ مثل مضادّات الغثيان، أو قد تؤدي إلى الأرق بشكلٍ مباشر؛ مثل أدوية
الستيرويد، بالإضافة إلى أنّ للقلق والتوتّر النفسيّ المصاحبين للإصابة بمرض السرطان
قد يؤديان إلى المعاناة من الأرق أيضاً.
الاضطرابات النفسية
نُبيّن من الاضطرابات النفسيّة التي قد تؤدي إلى
المعاناة من الأرق ما يأتي:
اضطراب ثنائيّ القطب: يعاني الأشخاص المصابون بمرض
اضطراب ثنائيّ القطب (بالإنجليزية: Bipolar Disorder) من الأرق وعدم القدرة على النوم خلال نوبات الاكتئاب والهوس، ومن الجدير
بالذكر أنّ بعض اضطرابات النوم المُرتبطة باختلاف التوقيت (بالإنجليزية: Jet lag) أو جداول العمل قد تؤدي إلى تحفيز وتطوّر
نوبات الهوس ذات الصِّلة باضطراب ثنائيّ القطب.
القلق النفسيّ: في حال الإصابة باضطرابات القلق
قد يعاني الشخص من القلق الشديد لفترة تزيد عن 6 أشهر بما يؤثر في حياته اليوميّة،
وفي الحقيقة يزيد الأرق من شدّة القلق النفسيّ كما يؤدي القلق النفسيّ إلى المعاناة
من الأرق والكوابيس
الاكتئاب: ترتبط الإصابة بالأرق مع معظم حالات الإصابة
بالاكتئاب، ويعتقد العلماء أنّ الأرق لا يُعدّ أحد أعراض الاكتئاب فقط، إذ إنّ الأرق
والاكتئاب هما اضطرابان مختلفان ولكنّهما متداخلان، وهذا ما يستلزم الحرص على علاج
الاكتئاب والأرق بشكلٍ متوازٍ
الرهاب ونوبات الهلع: قد يُعاني العديد من الأشخاص
من الأرق نتيجة الإصابة بنوبات الهلع (بالإنجليزية: Panic
attacks) التي تحدث أثناء الليل؛ تحديداً خلال مرحلة
النوم الخفيف والنوم العميق، أمّا بالنسبة لنوبات الرهاب (بالإنجليزية: Phobias) فمن النادر أن تتسبّب باضطرابات النوم إلّا
في حال كانت مرتبطة بإحدى الحالات المتعلّقة بالنوم؛ مثل الخوف من الكوابيس
الفصام: لا يحصل العديد من الأشخاص المصابين بمرض
الفصام (بالإنجليزية: Schizophrenia) على عدد كافٍ من ساعات النوم خصوصاً في المراحل الأولى من نوبة الفصام،
أمّا في الفترات التي تفصل بين النوبات فيتحسّن نوم الشخص المصاب في العادة
الاضطرابات العصبية
من الاضطرابات العصبيّة التي قد تؤدي إلى المعاناة
من الأرق ما يأتي
الصرع: تساهم الأدوية المستخدمة في علاج مرض الصرع
(بالإنجليزية: Epilepsy) في المعاناة من الأرق لما لها من تأثير مهدئ قد يؤدي إلى النعاس والنوم
خلال النهار والذي بدوره يؤدي إلى المعاناة من الأرق ليلاً، كما أنّ العديد من النوبات
العصبيّة (بالإنجليزية: Seizures) المُصاحبة لمرض الصرع تحدث أثناء المرحلة الثانية من النوم أو عند النّعاس
ممّا يؤدي إلى صعوبة النوم بعد النوبة العصبيّة لما قد يصاحبها من فقدان للتحكّم بالمثانة،
والهلع، وفرط التنفّس، وتجدر الإشارة إلى أنّ بعض محفزات نوبات الصرع تساهم في المعاناة
من الأرق أيضاً، ومن الناحية الأخرى فإنّ الأرق قد يكون أحد محفّزات نوبات الصرع نظراً
لارتباطه بعدم الحصول على عدد ساعات كافية من النوم.
مرض باركنسون: يعاني العديد من الأشخاص المصابين
بمرض باركنسون أو الشلل الارتعاشيّ (بالإنجليزية: Parkinson’s
disease) من الأرق واضطرابات النوم الأخرى؛ تحديداً
عدم القدرة على الاستمرار في النوم وبالتالي تقطّعه، كما يُشار إلى أنّ العديد من مرضى
الباركنسون يُعانون من الاكتئاب؛ ويُشكّل الاكتئاب بحدّ ذاته سببًا للأرق، كما يُشار
إلى أنّ أدوية الباركنسون قد تُسبّب الأرق في بعض الحالات كأحد الآثار الجانبية لاستخدامها.
الخَرف: يصاحب الإصابة بمرض ألزهايمر (بالإنجليزية: Alzheimer's disease) ظهور بعض الأعراض
التي تؤثر في قدرة الشخص على النوم خصوصاً أثناء الليل؛ مثل التهيّج والارتباك، وتُعرَف
هذه الحالة بمتلازمة الغروب أو متلازمة غروب الشمس (بالإنجليزية: Sundowning)، وقد يحتاج الشخص المصاب
بهذه الحالة إلى الخضوع للعلاج والحصول على الرعاية الصحيّة المتواصلة
اضطرابات أخرى: توجد عدّة اضطرابات عصبيّة أخرى
قد تؤدي إلى المعاناة من الأرق؛ مثل الصداع بما فيه صداع الشقيقة (بالإنجليزية: Migraines) الذي قد يؤدي إلى استيقاظ الشخص المصاب
من النوم، وتجدر الإشارة إلى أنّ الأرق وقلّة النوم المصحوبة بأعراض أخرى مثل التعب،
والصداع، واضطرابات الرؤية قد تدلّ على الإصابة بمشاكل صحيّة أخرى تستدعي زيارة الطبيب
الاضطرابات الصحية الأخرى
توجد العديد من الاضطرابات والمشاكل الصحيّة التي
قد تؤدي إلى المعاناة من الأرق، ومنها ما يأتي
حرقة المعدة: تتمثّل الإصابة بحرقة المعدة (بالإنجليزية: Heartburn) بالشعور بانزعاج أو حرقة في وسط البطن بالإضافة
إلى احتمالية ارتداد حمض المعدة إلى المريء، وتزداد شدّة ارتداد حمض المعدة عند الاستلقاء
في الغالب، ويمكن التخفيف من مشكلة الأرق وحرقة المعدة في هذه الحالة من خلال استخدام
بعض الأدوية التي تساعد على تثبيط إفرازات المعدة، وتجنّب تناول وجبات كبيرة ودسمة
من الطعام في المساء، والامتناع عن الكحول والمشروبات التي تحتوي على الكافيين، إضافةً
إلى محاولة رفع الجزء العلوي من الجسم عند الاستلقاء للوقاية من ارتداد حمض المعدة
فشل القلب: يعاني الأشخاص المصابون بمرض فشل القلب
(بالإنجليزية: Heart failure) من تراكم السوائل في الرئتين والأنسجة ممّا قد يؤدي إلى الاستيقاظ من
النوم عدّة مرات بسبب الشعور بضيق التنفّس، وقد يُصاحب الإصابة بالفشل القلبيّ المُعاناة
من انقطاع النفس الانسداديّ النوميّ (بالإنجليزية:
Obstructive sleep apnea)، وهو أحد اضطرابات النوم
التي تؤدي إلى الاستيقاظ عدّة مرات أثناء النوم ليلًا، والشعور بالتعب والنعاس يومياً
بسبب عدم الحصول على النوم الكافي
الاضطرابات العضليّة الهيكليّة: قد تؤثر الإصابة
بأحد الاضطرابات العضليّة الهيكليّة (بالإنجليزية:
Musculoskeletal disorders)؛ مثل التهاب المفاصل (بالإنجليزية: Arthritis) في قدرة الشخص المُصاب على النّوم ومعاناته
من الأرق بسبب الألم الناجم عنها، وقد ينتج ذلك عن العلاجات المُستخدمة لالتهاب المفاصل؛
مثل أدوية الستيرويد (بالإنجليزية: Steroid)،
كما أظهرت بعض الدراسات أنّ العديد من الأشخاص الذين يُعانون من الألم العضليّ الليفيّ
(بالإنجليزية: Fibromyalgia) لديهم اضطراب في دورة النوم الطبيعيّة وفي القدرة على النوم العميق بسبب
حدوث اضطراب في الدماغ.
اضطرابات التنفّس: قد تؤدي الإصابة بالعديد من اضطرابات
التنفّس المختلفة إلى صعوبة النوم أو اختلال القدرة على استمرار النوم، ومن هذه الاضطرابات
ما يُعرف بالنّفاخ الرئوي (بالإنجليزية: Emphysema) والتهاب الشعب الهوائيّة (بالإنجليزية:
Bronchitis)، ويُعزى ذلك إلى ارتباط هذه
الحالات بضيق التنفّس، والسعال، وفرط إنتاج البلغم، بالإضافة صعوبة النوم الناجمة عن
استخدام بعض الأدوية التي تعالج اضطرابات التنفّس؛ مثل أدوية الستيرويد.
أمراض الغدّة الدرقيّة: تؤدي الإصابة بقصور الغدّة
الدرقيّة (بالإنجليزية: Hypothyroidism) إلى الشعور بالنّعاس والخمول أمّا بالنسبة لفرط نشاط الغدّة الدرقيّة
(بالإنجليزية: Hyperthyroidism) فيكون مصحوباً بالمعاناة من اضطرابات النوم؛ بما في ذلك الأرق، وقد ينتج
الأرق أيضًا عن أعراض اضطرابات الغدة الدرقية الأخرى؛ مثل التعرق الليلي، إذ إنّ استيقاظ
الشخص بشكلٍ مُتكرر نتيجة زيادة التعرق قد يحول دون الحصول على قسط كافٍ من النوم
أمراض الكلى: يُعتبر الأرق واضطرابات النوم من الأمور
الشائعة لدى المُصابين بأمراض الكلى، وقد ترتبط قلّة النوم في هذه الحالة بالشعور بالنّعاس
والتعب إضافةً إلى ضعف الأداء أثناء النهار، وتدني نوعية الحياة، ويُعزى حدوث الأرق
في هذه الحالة إلى العديد من العوامل المُرتبطة بأمراض الكلى وعلاجاتها؛ بما في ذلك
التغيّرات الأيضيّة، والالتهابات، وآليات تنظيم النوم المُتغيرة، والأعراض والمضاعفات
المُتربطة بمرض الكلى المزمن، والأدوية، والعلاجات بالبدائل الكلويّة
متلازمة تململ الساقين: يمكن تعريف متلازمة تململ
الساقين بأنّها أحد اضطرابات الحركة التي تؤدي إلى شعور غير مريح في الساقين بما يتضمّن
الرغبة بتحريكهما خلال أوقات الراحة، ويزداد الشعور بهذه الأعراض عند الاستلقاء للنوم
ليلاً، ممّا قد يؤدي إلى المعاناة من الأرق وصعوبة النوم، بالإضافة إلى النّعاس الشديد،
والتعب، والإعياء أثناء النهار
مرض السكريّ: قد يُعاني المصابون بمرض السكريّ من
اضطرابات النوم؛ بما في ذلك الأرق، إذ إنّ أعراض السّكري تجعل النوم أكثر صعوبة، ويؤدي
نقص النوم بحدّ ذاته إلى زيادة أعراض السكر سوءاً، وقد تُعزى اضطرابات النوم في هذه
الحالة إلى عدم انتظام مستوى سكر الدم والهرمونات، وفي الغالب يؤدي ارتفاع مستويات
السكر في الدم خلال النهار إلى عدم القدرة على النوم بكفاءة أثناء الليل، وفي هذا السياق
يُشار إلى أنّ الإرهاق قد يحول دون القدرة على تنظيم نسبة السكر في الدم، وتجدر الإشارة
إلى ارتباط مرض السكر في عدّة حالات بالألم العصبي، أو متلازمة تململ الساق، أو انقطاع
النفس، وهذه العوامل من شأنه زيادة احتمالية تطوّر الشعور بالأرق.
الألم: تؤدي المعاناة من الألم الحادّ أو المزمن
إلى الإصابة بالأرق واضطراب النوم، إذ يفقد الشخص المصاب القدرة على التحّكم بساعات
النوم وبالتالي حصوله على عدد ساعات أقل من النوم، كما يُعاني المصابون بالألم من سهولة
التأثر بالعوامل البيئيّة المُحيطة والمؤثرة في جودة النوم؛ مثل الأصوات، والحرارة،
والضوء.
سلس البول: قد يعاني الأشخاص المصابين بالسلس البوليّ (بالإنجليزية: Urinary incontinence) من الأرق بسبب الحاجة الملحّة للتبوّل، أو التبوّل اللاإراديّ ليلاً
معلومات حول الأرق
يُعرف الأرق بأنّه اضطّراب النّوم (بالإنجليزيّة: Sleep disorder) الذي يتمثل بمواجهة
الشخص صعوبةً في النّوم، قد تتمثل في مواجهة صعوبة في الاستمرار فيه، أو الاستيقاظ
المُبكّر وعدم القدرة على العودة إلى النّوم، وأحياناً يُرافقهُ الشعور بالتّعب بعد
الاستيقاظ، أو قد يتمثل الأرق بمواجهة صعوبة في الخلود إلى النوم، وتجدر الإشارة إلى
اختلاف عدد ساعات نوم الأفراد، إلا أنّه بشكل عام يحتاج مُعظم البالغين لسبع إلى ثماني
ساعات من النّوم في كل ليلة، ويُمكن للأرق أن يُؤثّر في الأشخاص في أيّ عمر، وفي البالغين
يُعدّ الأرق أكثر شيوعاً لدى الإناث مقارنةً بالذّكور، ومن الجدير بالذكر أنّ الأرق
قد يؤثر سلبًا في بعض جوانب الحياة، كاضطراب الأداء خلال العمل أو المدرسة، كما قد
يلعب دورًا في الإصابة ببعض المشاكل الصحية الأخرى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق