اخر المشاركات

Post Top Ad

13‏/6‏/2021

الهندسة المقدسة Sacred Geometry

زهرة الحياة

                          زهرةالحياة 





(النسبةالذهبية)


‏إن حجر الزاوية لعلوم جميع المدارس السرية التي تتناول النظام الخفي للكون، هو الهندسة المقدسة. الهندسة المقدسة هي المخطط الباطني للوجود وأساس نشوء جميع أشكل الحياة. إنه علم قديم جداً يكتشف ويفسر نماذج الطاقة التي تخلق وتوحّد كل شيئ وتكشف بدقة عن الطريقة التي تنظم فيها طاقة الوجود نفسها. على جميع المستويات، كل نموذج طبيعي للنمو أو الحركة تتمثل حتماً لإحدى أو مجموعة من الأشكال الهندسية المقدسة.

‏خلال دخولك في عالم الهندسة المقدسة ستبدأ النظر إلى الوجود من حولك بطريقة مختلفة تماما. سوف تكتشف الجمال الحقيقي للطبيعة من حولك، جزيئات الحمض النووي DNA، قرنية العين، بلورات الثلج، مخاريط الصنوبر، بتلات الزهرة، كريستالات الألماس، تفرع أغصان الشجر، صدفة المحار البحري، الشمس التي ندور حولها، المجرة التي ندور داخلها، الهواء الذي نتنفسه، وجميع أشكال الحياة الأخرى التي نراها حولنا تنبثق من نظام هندسي مبطن. والتأمل في هذا النظام الخفي ونماذجه الهندسية المختلفة تجعلنا نحدّق مباشرة إلى الخطوط الظاهرة على وجه الحكمة العميقة وتزودنا بلمحة عن الأعمال الباطنية للعقل الكوني.

‏تشمل الهندسة المقدسة نماذج هندسية ونسب رياضية محددة تستخدم لتصميم كل شيء في الطبيعة من حولنا، ويمكن مشاهدة هذا الأمر بوضوح في الفن المعماري واليدوي القديم. كانت الحكمة القديمة تستند على هذه المعرفة بعمق لدرجة أن هذه القوانين الهندسية والنسب الرياضياتية المقدسة أدخلت إلى مجالات تبحث في الموسيقى والضوء وحتى الفلك. يمكن ملاحظة انتشار هذه المنظومة الحسابية بشكل واسع في عالم ما قبل التاريخ، يبدو أن ثقافة الحضارات القديمة كانت متأثرة جداً بهذه القوانين الكونية السحرية. حتى في الماضي القريب نسبياً، فقد اعتبرت أساس التصاميم الهندسية للصروح المقدسة، كالمعابد والجوامع والكنائس والهياكل.. كما استخدمت لتصميم الفنون الدينية، كاللوحات الفنية، الأيقونات، المنحوتات اليدوية.. كل شيء مقدس كان يستند تصميمه على نسب هندءية ورياضية مقدسة.

النسبة الذهبية
Golden Proportion


"ما هو الجمال؟ هل الجمال موجود فقط في عين الناظر، أو أن هناك قيم عامة تحدده؟ ... الجمال هو شيئ غامض بالفعل! .. أنا لا أعرف ما هو الجمال، لكنني أعلم بأنه يلاممس كل شيئ.."

الفنان الألماني "ألبرخت دورر" Albrecht Dürer


إذاً درسنا جمال الطبيعة بما فيها من مخلوقات، أو الفنون بشكل عام، سوف نكتشف مبدأ عام يشمل الجميع. هذا القانون العام يمثّل التعبير الكوني عن التناسب المحبّب للقلوب. جميعنا نملك تقدير طبيعي للنسب الجيدة في الأشياء بنفسس الطريقة التي نعرف فيها كيف نقسم خط معين إلى قسمين متساويين أو إنشاء زاوية قائمة. فنحن نحكم بسهولة على عمل فني إذاً كانت أبعاده أو نسبه جيدة أو سيئة، أو نستطيع التمييز بشكل فطري إذاً كان وجه أحدهم طويلاً أو قصيراً أو أبعاد جسده غير متناسقة. هذا التقييم الفطري للنسب وتناسق الأبعاده والذي نتقنه جيداً وبشكل لا شعوري يستند على قانون سري يحكم طريقة نظرتنا للأشياء. إنه قانون كوني تخضع له كل الأشياء. هذا القانون يعتمد على نسبة قياسية محدّدة، وهي بالذات "النسبة الذهبية" التي اكتشفها الحكماء القدامى وأدركوا بأن لها صلة وثيقة بما يعرف بــ"الجمال"، كل شيء محبّب لعين الناظر لا بدّ من أن يحتوي على "النسبة الذهبية" في أبعاده أو طريقة تناسقه، وهذا ما سوف نكتشفه في هذا البحث.

‏الفقرات التالية سوف تبين جوانب قليلة فقط من غموض هذه النسبة الكونية وسحرها. ان استيعاب هذا المفهوم سيمكن القارئ من الدخول إلى هذا العالم الساحر من الباب الصحيح، حيث سيكتشف الأبعاد غير المتوقعة للجمل والذي يؤثر على حياتنا في كل لحظة. تعتبر هذه "النسبة الذهبية" أحد أحجار البناء الأساسية للجمال، وبعد معرفتها جيداً ومن ثم تطبيقها في حياتنا اليومية وأعمالنا سوف نتمكن من صنع الجمال المؤثر على النفوس والذي يفتن للقلوب.

‏تعريف النسبة الذهبية


‏وتسمى أيضأ "المقطع الذهبي"، "الباي الذهبي"، "المقطع المقدس"، "القرن الذهبي"، "التناسب المقدّس" .. وغيرها من مصطلحات مختلفة حسب اختلاف المدارس.
‏يعتبر مقياس أساسي متجسد في معظم مظاهر الطبيعة تقريباً. تقدر النسبة الذهبية بـ: 1.618033988749894848، النسبة الذهبية هي فريدة من نوعها بحيث نسبة "الكل" لجزئه الأكبر هو متطابق مع نسبة "الجزء الأكبر" للجزء الأصغر. أبسط تعبير لهذه النسبة يتجلى كم

شرح الفكرة
‏رغم أن مفهوم النسبة الذهبية هو سهل الاستيعاب، إلا أن محاولات تطبيقه أثبتت بعض الصعوبة والتعقيد في تفسيرها. إن شدة بساطتها أدت إلى جعلها مربكة بعض الشيء. طبعاً السبب يعود إلى عدم تناول الموضوع بالشكل الصحيح، حيث إلى جانب القسم العلمي لهذا القانون (أي الرياضياتي والهندسي) هناك قسم آخر وجب الإلمام به وهو القسم الروحي (الماورائي). لهذا السبب، مهما بلغ إلمامك بهذا العلم، فسوف يبقى إدراكك له ناقصاً. وفي الحقيقة، هذا ما جعله غير مقدراً بشكل واسع بين الناس. في الفقرات التالية سوف أحاول تبسيط هذا العلم بقدر الإمكان، بحيث أجعله سهل الفهم ومن ثم قابل لأن ندخله في منظومتنا الفكرية ربما نستفيد من أسراره السحرية في بعض من جوانب حياتنا.

‏غالبا ما نقصد بكلمة "نسبة" Proportion عندما نتكلم عن الصلة الرقمية بين الأكبر والأصغر. من أجل توضيح مفهوم "النسبة الذهبية"، الشكل التالي يبين عدة أزواج من الخطوط مختلفة الأبعاده كما تختلف نسبة أبعاد كل زوج عن بعضه. الخط الأخير يظهر نسبة 1 إلى 0.618 وهي أبسط أشكال النسب الذهبية الموصوفة عالميا

‏السؤال هو: لمإذاً النسبة الذهبية مميزة عن غيرها؟.. والأهم من ذلك، هل هناك فرق بين النسبة الذهبية ونسبة أخرى محببة؟ ربما مقارنة مختصرة وسريعة للمعادلات التالية توفر الإجابات الشافية:


‏وهكذا، فإن نسبة الأصغر للأكبر تساوي نسبة الأكبر للكل. إن تقسيم الخط بالنقطة B تمثل نقطة التوازن بين النسبتين. فإذاً أزحت النقطة قليلاً إلى الأمام أو الخلف فسوف تحصل على نسبتين غير متساويتين ولا متوازنتين. الحالة الوحيدة التي تكون النسبتين متساويتين هى عندما تكون ذهبيتين. هذا التقسيم يثل البرهان الرياضياتي لكيفية استشعار العين لتناسق هذه النسبة السحرية التي تظهر بشكل متكرر في كل مكان في الطبيعة وحتى في الفنون التي ينتجها المبدعون الملهمون فطرياً.


‏من أجل إثبات حقيقة وجود هذه النسبة الذهبية الساحرة في كل مكان من حولنا، بسرعة وسهولة، تم تطوير أداة قياس خاصة لهذا الغرض، وتسمى "مقياس النسبة الذهبية" GOLDEN MEAN GAUGE. ومن خلال هذه الأداة المميزة، سوف نجري بعض القياسات السريعة لمجموعة متنوعة من الأشياء وسنكتشف معاً أحد القوانين السحرية التي سخرها الخالق العظيم في عملية الخلق. (الشكل التالي):

"مقياس النسبة الذهبية"

‏هذه الأداة دقيقة جداً في قياس النسبة الذهبية في كافة الأشياء، حيث كيفما اختلفت زاوية انفراجها تبقى محافظة على النسبة الذهبية الفاصلة بين رؤوسها.

‏بعد استخدام هذه الأداة لقياس مظاهر مختلفة من الطبيعة سنكتشف الكثير من العوامل المشتركة بينها. فيما يلي بعض الأمثلة:

النسبة الذهبية تحكم طريقة تناسق الأزهار، وكذلك توزيع الأوراق

النسبة الذهبية تحكم طريقة توزيع الألوان في الطيور

‏وكافة الكائنات الحية لا بدّ من أن يخضع أحد مظاهرها لقانون النسبة الذهبية

‏هذا المبدأ الذهبي يحكم جميع مظاهر الطبيعة، ابتداءاً من "البروتوبلازما" (التي تعتبر الجبلة الأولى للكائنات المجهرية) إلى الصدفة البحرية، إلى طريقة مسار الكواكب في النظام الشمسي، وحتى السلم الموسيقي تم تأسيسه وفق هذا المبدأ (كما سنرى لاحقأ)، وكذلك نظام العناصر الكيماوية، وطبعاً، كل شيء له علاقة بالأنظمة الطبيعية المختلفة يخضع لهذا القانون تلقائياً.

الإنسان غير مستثنى من هذا القانون الكوني

‏كل مظهر من بنية الإنسان الفيزيولوجية يخضع لهذا القانون. حتى عصيات العين ومخاريطها تتوافق مع مبدأ المقطع الذهبي وكذلك قوقعة الأذن (نسبة أطوال الدهاليز الأذنية). وضربات القلب تخفق بهذه النغمة الذهبية، ويدفع الدم إلى الأبهر تاركاً نسبة معينة في البطين. كل هذا يتوافق مع مبدأ المقطع الذهبي! وحتى نشاطات البنية العصبية في حالات عقلية معينة تخضع للقانون ذاته.

[​]

‏جمال المظهر لكل من تقاسيم الوجه يخضع للنسبة الذهبية

[​]

‏حتى وتيرة ضربات القلب وكافة جوانب نشاطاته بشكل عام متوافقة مع النسبة الذهبية

‏قبل السير قدما في الحديث عن النسبة الذهبية في جسم الإنسان، ومظاهر أخرى في الطبيعة، وجب التوسع أكثر في علم الهندسة المقدسة من أجل استيعاب ما سيأتي لاحقاً من ظواهر مختلفة تستند على هذا القانون بطريقتها الخاصة والمميزة

متتالية فابوناتشي
Fibonacci series


‏هي عبارة عن سلسلة من تتابع أرقام مرتبة بحيت كل رقم يكون نتيجة جمع الرقمين السابقين، أي: 1،1،2،3،5،8،13،21،34،55،89،... وهكذا.
‏من أجل توضيح الفكرة، دعونا نظهر هذا التتابع الرقمي بطريقة ثانية: [1]+1=[2]، 2=1=[3]، 3+2=[5]، 5+3=[8]، 8+5=[13]، 13+8=[21]،... ‏وهكذا. لقد تم اكتشاف الخواص المثيرة لهذه السلسلة الرقمية من قبل الرياضياتي الشهير "ليوناردو فابوناتشي" Leonardo Fibonacci، المولود عام 1175م في "بيزا" Pisa إيطاليا. لا يمكن تقدير قيمة النسبة الذهبية بشكل كامل إذاً استثنينا ذكر متتالية فابوناتشي، حيث أن الشكل التالي يكفي لشرح السبب.


‏نسبة المسافات الفاصلة بين مواقع الأرقام في متتالية فابوناتشي تتوافق مع النسبة الذهبية

‏الأمر لا يتوقف هنا، بل هناك المزيد في علاقة متتالية فابوناتشي بالنسبة الذهبية. إن قسمة أي رقمين متجاورين في متتالية فابوناتشي ينتج الرقم الذهبي. أي:

55 ÷34 = 1.618
‏أو يمكن عكس عملية القسمة بحيث تكون:
34÷55=0.618


‏الأمر المثير بخصوص هذه المتتالية الرقمية هو أنه موجودة في كل مكان في الطبيعة من حولنا، وبكافة المظاهر الممكنة. أحد أروع الأمثلة على طريقة تجلي متتالية فابوناتشي في الطبيعة يكمن في زهرة عباد الشمس. فقد قام العلماء بقياس عدة حلزونيات داخل زهر عباد الشمس، ووجدوا أنه ليس مجموعة واحد فقط من الحلزونات تسير باتجاه عقارب الساعة انطلاقاً من المركز، بل هناك مجموعة أخرى تسير بعكس عقارب الساعة، وهاتين المجموعتين الحلزونيتين كشفتا عن صلة مذهلة بمتتالية فابوناتشي. وجدوا أن كل من هاتين المجموعتين تحتويان على مسارات حلزونية يكون عددها متطابقة مع رقمين متاخمين في متتالية فابوناتشي. فمثلاً، إذاً كان عدد المسارات في المجموعة الأولى 21 ‏مساراً، فوجب أن يكون في المجموعة الثانية 34 ‏مساراً.

زهرة عباد الشمس

‏وهناك أزهار تحتوي مجموعتيها على 34 و 55 ‏مسار. أي يمكن أن يختلف عدد المسارات الحلزونية بين زهرة وأخرى، لكن المهم أن يكون عدد المسار في مجموعتي كل زهرة متطابقة لرقمين متاخمين في متتالية فابوناتشي.

‏في الحقيقة، يمكن ملاحظة هذا المظهر في معظم النباتات خلال تناول علم "الفيلوتاكسيس" Phylotaxis، وهو علم يبحث في توزيع الأوراق على ساق النباتات. لقد تم ملاحظة متتالية فابوناتشي في طريقة توزيع الأوراق والبذور، وذلك من خلال ثلاثة وضعيات حلزونية:

1- وضعية عامودية: حيث تستعرض الأوراق متتالية فابو ناتشى خلال نموها صعوداً على الساق، كما في الشكل المقابل.
2 - وضعية أفقية: حيث تستعرض البذور متتالية فابوناتشي خلال نموها الأفقي، كما وصفناها في حالة عباد الشمس.
3 ‏- وضعية مخروطية أو دائرية: كما هي الحل مع ثمرة الصنوبر، أو زهرة الأقحوان، أو ثمرة الأناناس، والتي تظهر مجموعتين من المسارات الحلزونية.


‏ثمرة الصنوبر: بعد تعداد مجموعتي المسارات الحلزونية في هذه الثمرة يتبين أن عدد كل مجموعة يتوافق مع رقمين متاخمين في متتالية فابوناتشي. وهكذا الحال مع باقي النباتات رغم اختلاف المظهر والعدد.

‏هناك بعض النباتات التي لا يتوافق توزيع أوراقها ولا ثمارها مع متتالية فابوناتشي، لكن إذاً دققت جيداً سوف تلاحظ وجود هذا المبدأ في مكان آخرء مثل، طريقة توزيع السيقان أو الأغصان كما هو موضح في الشكل التالي. فنبتة "عود العطاس" مثلاً، تستعرض هذا المبدأ السحري في تفرع سيقانها. التفرع الأول ينتج ساقين، والثاني ينتج ثلاثة سيقان، والتفرع الثالث ينتج خمسة سيقان.. وهكذا.

نبتة "عود العطاس"


عدد بتلات معظم الأزهار تتوافق مع أرقام متتالية فابوناتشي. فمثلاً: زهرة الحوذان buttercups ‏ لديها 5 بتلات، الزنبق والسوسن لها 3 بتلات، ‏زهرة العايق delphiniums لديها 8 بتلات، ‏زهرة القطيفة marigolds لديها 13 بتلة، ‏زهرة النجمة asters لديها 21 ‏بتلة، بينما زهرة الأقحوان يمكن أن يتراوح عدد بتلاتها بين 34، 55، ‏أو حتى 89، لكنها تبقى متوافقة مع أرقام متتالية فابوناتشي.

‏هناك الكثير مما وجب ذكره بهذا الخصوص، لكن أعتقد بأن الفكرة المتعلقة بمتتالية فابوناتشي الرقمية قد توضحت نوعاً ما، والآن سنتابع قدماً في موضوعنا الأساسي بعد إدخالها إلى سياق البحث

المستطيل الذهبي
Golden Rectangle

هذا المستطيل السحري كان معروف جيداً لدى الإغريق القدامى، حيث ذكره فيثاغورث في كتاباته. الأمر المثير بخصوص هذا المستطيل الذهبي R ‏هو عندما تقتطع منه مربعاً (أي المربع رقم 55 ‏) يبقى لديك مستطيل أصغر حجماً لكن شكله يبقى متطابق للمستطيل الأساسي. ومرة أخرى، إذاً اقتطعت من هذا المستطيل الثاني مربعاً (أي المربع رقم 34 ‏) سوف يبقى لديك مستطيل أصغر حجماً لكن متطابق في الشكل مع المستطيل السابق. وهكذا إلى لا نهاية. كانت هذه إحدى الطرق العديدة في شرح عجائب النسبة الذهبية التي كانت مألوفة جيداً في ذلك الزمن الغابر.

‏نلاحظ في الشكل السابق أن المربعات التي يتألف منها المستطيل تحمل قياسات متطابقة مع أرقام متتالية فابوناتشي. من خلال هذه الحقيقة، نستنتج بأن ما نسميها اليوم بـ"متتالية فابوناتشي" كانت معروفة منذ تلك الأيام لكن ربما بأسماء مختلفة ووفق مفاهيم مختلفة. فبالتالي، متتالية فابوناتشي ليست اكتشاف جديد بل إعادة اكتشاف لمبدأ رياضي وهندسي كان معروفاً جيداً في الماضي البعيد.

اللولب الذهبي
Golden Spiral


‏ويسمى أيضاً "لولب باي" .PHI SPIRAL يمكن تشكيل هذا اللولب من خلال رسم ربع دائرة في زاوية كل من المربعات التي يتألف منها المستطيل الذهبي (أنظر في الشكل السابق). هذا اللولب ليس لولباً رياضياتياً حقيقياً، لأنه مؤلف من أقسام دوائر مختلفة مركبة ببعضها، لكنه يطابق الشكل اللولبي الذي تتخذه كافة الأشكال وحركات النمو الحاصلة في الطبيعة. يمكن مشاهدة هذا الشكل الحلزوني المميز في الكائنات الصدفية مثل الحلزونات والأصداف البحرية، وحتى في قرون بعض أنواع الماعز والغزلان، هذا ولم نتحدث عن الثمار والفاكهة وطريقة توزيع البذور في أزهار النباتات.. وأذن الإنسان.

‏يمكن مشاهدة هذا الشكلي الحلزوني المميز في الكائنات الصدفية مثل الحلزونات والأصداف البحرية


‏هذا اللولب الذي وصفته سابقاً، والمؤلف داخل المربعات، يصنع خطاً من مركز الحلزون ويزداد بنسبة ذهبية خلال انحناءه في كل مربع. إذاً فنقاط الانحناء على اللولب تبعد 1.618 مرة عن المركز بعد كل انحناءة. وبعد اكتمل دورة كاملة انطك قآ من المركزى يكون بعد نقطة النهاية قد أصبح يساوي: 1.618×8= 6.854 ‏ضعف للمسافة الفاصلة بين آخر انحناءة والمركز.

السلّم الموسيقي الذهبي
‏حتى الصوت قابل للاستخدام وفقاً للنسبة الذهبية، حيث أن كامل السلم الموسيقي الذي يعتمد عليه الموسيقيون لتلحين مقطوعاتهم الموسيقية يخضع لقانون "المقطع الذهبي" ذاته. وهذا دليل واضح على أن مبدأ "النسبة الذهبية"، الذي ينطبق على طريقة بناء وتركيب معظم الأشياء في العالم البيولوجي، يحمل معنى عميق وجوهري. وإنه ليس بالصدفة أن الكائن البشري بالذات يمكن ملاحظة مظاهر المقطع الذهبي بأشكال متنوعة ومختلفة في جسده مما يجعلنا نتأمل في هذه الطريقة المبدعة لتكوينه (كما سنرى لاحقاً).

‏إن أسهل الطرق وأكثرها شيوعاً في دراسة الذبذبة هي من خلال الصوت. أي موسيقي سوف يقول لك بأن ذبذبات الصوت مصنفة وفق "أوكتافات" octaves (أي ثمانيات)، وكلمة "أوكت" oct تعني الرقم ثمانية باللغة اللاتينية. في كل "أوكتاف" (مجموعة ثمانية) هناك سبعة "عقد" ذبذبية nodes، (أي مفاتيح موسيقية) يليها عقدة ثامنة. هذه العقدة الثامنة لها وظيفتان، الأولى هي أنها تكمل الأوكتاف الذي يسبقها بحيث تمثل المفتاح الأخير فيه، والثانية هي أنها تبدأ أوكتاف جديد وبالتالي تمثل المفتاح الأول فيه وتكون النغمة بين مفتاحي [C] متطابقة مع الفرق أن الوتيرة الذبذبية تتضاعف. وعندما نقول "متطابقة" نقصد بذلك أنها تحدث رنين متناغم فيما بينها. بمعنى آخرء إذا كان لدينا وترين في قيثارة والوتر الأول يمثل المفتاح [C] الأول في مجموعة "الأوكتاف" بينما الوتر الثاني يعمل المفتاح [C] الأخير في الأوكتاف، ثم ضربنا على أحد الوترين وجعلناه يتذبذب فسوف يبدأ الوتر الثاني بالتذبذب تلقائيآ، والسبب هو وجود رنين متناغم بين الوترين رغم اختلاف وتيرتهما الاهتزازية.

‏كان فيثاغورس Pythagoras ‏ أول من قدم للعالم الغربي طريقة المصريين القدماء في الربط بين الخاصية الموسيقية والقيم العددية (وفق نسبة "باي" phi الذهبية). استخدم آلة موسيقية بسيطة، مصنوعة من وتر واحد مشدود على قطعة من الخشب وبواسطتها بين أن كل نوعية صوت تكون مرتبطة بطول معين على هذا الوتر موضحاً بهذا أننا لدينا في الآلة الموسيقية أداة يمكنها أن تحول "الكمية" (العددية) إلى "النوعية" (الصوتية) والعكس صحيح. كل آلة موسيقية تقوم بنفس هذا التحويل.

‏لقد تمكن فيثاغورث من الخروج بالنغمات الموسيقية النقية الثمانية المعروفة بالمقياس الداياتوني Diatonic scale، ذلك عبر عملية تقسيم متكررة لوتيرة الذبذبة على خمسة. أجرى العملية على آلة موسيقية أحادية الوتر monochord، ثم قام بقياس أبعاد المواقع المختلفة التي يثبّت فيها أصبعه (كما في حالة القيثارة) عندما يضرب على الوتر حيث يحصل على نغمات مختلفة. أجرى عملية التقسيم بشكل رياضياتي وليس بالاعتماد على الأذن الموسيقية. أي حرص على أن يقسّم مواقع تثبيت الأصبع على الوتر بحيث تتوافق مع نسبة باي الذهبية.

---------------------------

النسبة الذهبية في جسم الإنسان


‏هناك الكثير من الأمثلة التي تكشف عن جوهرية هذه النسبة المقدسة في المخطط الأولي لتصميم الكون وكل ما يحتويه من كائنات حية وحتى جامدة، لكن سوف نهتم أولاً بطريقة تجلي هذه النسبة المقدسة في أحد أهم الكائنات: وهو الإنسان.

[​IMG]

‏الخط 1// يمثل طول الجسم. الخط 2/‏/ يمثل المقطع الذهبي للخط /1/، ويمثّل المسافة بين قمة الرأس ورؤوس الأصا بع. الخط 3// يمثّل المقطع الذهبي للخط /2/، ويمثل المسافة بين قمة الرأس وبين مرفق اليدين وكذلك وسط البطن أو (الصرّة). الخط 4// يمثل المقطع الذهبي للخط /3/، ويمثل المسافة الفاصلة بين قمة الرأس وبين الصدر (عند مستوى أعلى الذراعين) وكذلك يمثل عرض الكتفين، ‏وكذلك يمثّل طول الساعد مع الكف، وطول عظمة الساق الأكبر. الخط 5/‏/ يمثّل المقطع الذهبي للخط 4/‏/، ويمثل المسافة بين قمة الرأس وقاعدة الجمجمة. كما يمثل عرض البطن. المقاطع الصغيرة الموجودة عند الرأس تمثل مواقع الأنف وخط الشعر، وسوف نوضحها أكثر لاحقأ عند الحديث عن تقاسيم الوجه. وهنالك خطوط صغيرة تمثل المقطع الذهبي للخط 5/ ‏/، والتي تمثل عرض الرأس ونصف عرض الصدر والورك.

[

‏من خلال تطبيق هذه الطريقة في تقسيم الخطوط على أصبع الشاهد لديك (أي السبابة) مبتدءاً من رأس الإصبع ومنتهياً عند قاعدة الرسغ،
سوف تكتشف بأن كل قسم هو أكبر من القسم الذي يسبقه بنسبة تعادل النسبة الذهبية، أو تتطابق أبعادها مع أرقام فابوناتشي (2،3،5، و8)


‏وكذلك الأمر، فإن اليد تمثل نسبة ذهبية مع الساعد، ‏حيث أن نسبة الساعد لليد تمثل أيضاً النسبة الذهبية 1.618.


‏الرأس يشكل مستطيل ذهبي مع العينين في مركزه. كل من الأنف والفم متموضع في مقطع ذهبي للمسافة الفاصلة بين العينين وأسفلل الذقن. وهذه ليست سوى البداية.

‏الجمال البشري يستند جوهرياً على النسبة الذهبية


‏عندما أقصد هنا "الجمال"، أعني بذلك ما هو محبب للقلوب بطريقة فطرية. أنا لا أقصد ذلك الجمل المثير للغرائز الجنسية مثلاً. هناك بعض الأشخاص الذين تترك سمات وجوههم في قلبك شعوراً غريباً يجعلك ترتاح إلى وجودهم بقربك. وطبعاً الكمال في مقاسات الوجه يعني دون شك كمال في الصفات النفسية والأخلاقية، وهذا القانون معروف جيداً في علم الفراسة (قراءة الوجه). دعونا الآن نتناول أحد هذه الوجوه القريبة للقلب (المهضومة كما يقولون) ونستكشف السبب الذي يجعلها تتمتع بهذه الخاصية. إذاا نظرت للوجه في الصورة المقابلة، وأجريت بعض القياسات وأسقطت عليها قانون النسبة الذهبية، سرف تكتشف الكثير من الحقائق المثيرة.


‏بنفس الطريقة المستخدمة سابقاً، سوف نستخدم الخطوط المرقمة. كل خط هو أكبر من الذي يسبقه بـ 1.61804 مرة. وبشكل معاكس، فإن المقطع الممثّل للنسبة 0.61804 ‏(أو يمثّل 61.8%) من كل خط يساوي طول الخط الذي يسبقه. في الصورة السابقة، الخط (2‏) يشكل مربع كامل بين بؤبؤ العينين والزوايا الخارجية للفم. المقطع الذهبي للخطوط (2‏) الأربعة يمثل كل من الأنف، رأس الأنف، داخل المنخرين، كل من ارتفاعي الشفة العليا. كما أن الخط (2‏) يمثل المسافة الفاصلة بين الشفة العليا وأسفل الذقن، وكذلك ارتفاع الأذن من ناحية الوجه. الخط (3‏)، والذي يمثل النسبة الذهبية للخط (2‏)، يشكل عرض الأنف، المسافة الفاصلة بين العيون والحواجب، وكذلك المسافة الفاصلة بين بؤبؤ العين ورأس الأنف. أما الخط (4)، والذي يمثل النسبة الذهبية للخط (3‏)، فيمثل عرض العين، ويغطي الخط العمودي عند البؤبؤ والذي يمثل المسافة بين الجفن السفلي والحاجب. كما يصل المسافة بين المنخرين. أما الخط (5)، والذي يمثل النسبة الذهبية للخط (4‏)، فيشكل المسافة بين وسط الشفة العليا وأسفل الأنف، كما يشكل عدة أبعاد مختلفة في العين.

وجه آخر ونسبة ذهبية أخرى


‏ليس بالضرورة أن تتطابق النسب الذهبية بين وجه "جميل " وآخر، حيث هنا تبرز ‏بوضوح القدرة الربانية على الإبداع في التنوع رغم محدودية الخيارات المتوفرة. الصور التالية تمثل تقاسيم وجه مختلفة عن الوجه السابق، كما تختلف تجليات النسبة الذهبية.


‏تبدو النسبة الذهبية واضحة بين كل من: المستطيل الأصفر الذي يشمل مركز البؤبؤين - أسفل الذقن، المستطيل الأخضر الواقع بين الجهة الخارجية للعين ومنتصف الأنف، المستطيل الأحمر الممتد بين الحواف الخارجية للشفتين والأخدود العلوي للشفتين، عرض السن المركزي وعرض السن الثاني، عرض العين وعرض القزحية.

‏قد نتساءل: هل يمكن الاستنتاج بأن الوجهين المذكورين في الأعلى هما كاملين تماماً من ناحية الخلقة الجمالية؟ الجواب هو لا، حيث هناك الكثير من العوامل التي وجب أن تتوفر قبل أن نحكم على أحدهم بأنه كامل الجمال (رغم أن الكمال مستحيل)، كالعامل التالي مثلاً: وجب على الأذن الكاملة أن تطابق شكل اللولب الذهبي. وبالتالي، هناك الكثير من العوامل الأخرى التي يمكن للوجوه السابقة أن تفتقر لها مما يجعلها غير كاملة تماماً من ناحية الخلقة الجمالية.


‏الأذن الكاملة تطابق شكلي اللولب الذهبي

---------------------------

‏أعتقد أن الأمثلة السابقة، رغم أنها تمثل عينات قليلة، إلا أنها كافية لإثبات حقيقة وجود قانون عام يحكم المخطط الباطني لكل أشكال الحياة في الكون وعلى جميع المستويات. هذا القانون العام يمثل التعبير الكوني عن التناسب المحبب للقلوب. إنها نسبة قياسية موحدة بين كل شيء، تحدد الجمال الطبيعي الذي يتناغم مع أعماق الوجدان. وكلما اقترب الشكل إلى الكمال كلما زاد سحره واشتدّت جاذبيته ‏التي لا تقاوم. إن النظر إلى شكل مبني على مجموعة من النسب الذهبية (النسبة المقدسة) يخلف انطباع مُحبب في النفس بحيث لا يمكن التعبير عنه بكلمات. لكن السؤال الكبير هو: ما الجدوى من معرفة هذه النسبة والعمل بها؟ كيف يمكن استثمارها والاستفادة من حسناتها؟

‏في الحقيقة، إن الجواب على الأمثلة السابقة متعدد الجوانب والوجوه. لكن لكي أوضح الفكرة بأبسط طريقة ممكنة، يكفي أن أذكر الحقيقة التالية. إذا تناولنا جسم الإنسان منك، فإن إقتراب شكله إلى النسبة الذهبية لا يعني بأن جاذبيته تزداد فحسب، بل هناك جانب آخر للعملاء حيث يبدو أن الأمر له علاقة بالحالة الصحية أيضاً. فالوجه مثلاً، من أجل أن يُعتبر طبيعي وجب أن يكون متوافقاً مع النسبة ‏الذهبية. وكلما انحرفت سمات الوجه عن هذه النسبة كلما زادت قابلية صاحبه للإصابة بأمراض معينة.


‏من اليمين: وجه طبيعي، وجه طويل، وجه قصير


فقد أصبح معروفاً جيداً في الأوساط الطبية على سيبل المثال أن صاحب الوجه الطويل قابل لأن يصاب بأمراض في جهاز التنفس، بينما صاحب الوجه القصير قابل لأن يعاني من مشاكل في الأسنان. هذا مثال بسيط ولم نتعمق في التفاصيل المعقدة لكامل جسم الإنسان. وهذا المجال الذي يربط بين الحالة الصحية والمظهر الجسدي وسمات الوجه يمثّل علم قديم جداً نسميه الفراسة، وطبعاً نحن لا نأخذه على محمل الجد في هذه الأيام. فعلم الفراسة لا يحدد الصفات الأخلاقية والنفسية لشخص فحسب، بل يتجاوز ذلك إلى تحديد الأمراض التي يعاني منها.

‏إذاً، فالأمر لا يقتصر على مسألة "جمال" أو جاذبية خاصة تترك انطباعاً محبباً بطريقة غامضة، بل يتجاوز ذلك ليشمل جوانب عديدة أخرى. فالحكمة القديمة تقول بأن الكائن الذي لا يتوافق شكله مع، أو يبتعد كثيراً عن، مقياس النسبة الذهبية يجذب المرض والبؤس... وحتى النحس! وتشتدّ درجات هذه الطاقات السلبية حسب درجة انحراف الحلقة عن النسبة الذهبية المقدّسة. ففي الوقت الذي نستخدم فيه كلمة "البركة" بطريقة عابرة بحيث أصبحت كلمة مُفرغة من المعنى والمضمون، كان القدماء يعرفون جيداً بأن "البركة" هي طاقة بحد ذاتها. وعلموا بأن النسبة المقدسة لا تجذب الصحة والقلوب فحسب، بل تجذب البركة! أي جذب المحبة والخير وكل ما هو حسن وجيد.... الكمال يجذب الكمال... و"شبه الكمال" يجذب "شبه الكمال".. هذا هو القانون السائد في الكون. والقدماء اكتشفوا هذه الحقيقة واستثمروها لغايات كتيرة ومتنوعة. لهذا السبب نرى أن كل شيئ في الماضي، حتى التماثيل والفن، كان يستند تشكيله وتصميمه على مبدأ "المقطع الذهبي".

أحد أبراج الأسوار الرومانية


بوابة بابل

‏لقد أصبح هذا العلم مع مرور الزمن حكراً على المحافل السرية التي حافظت على أسراره بحراسة مشددة، لكن هذا لم يمنعها من استخدامه في تشييد صروحها المعمارية الفخمة (معظمها معابد وكنائس وكاتدرائيات) التي لاقت ازدهاراً في أوروبا أثناء القرون الوسطى.

‏كافة القلاع والمباني الدينية والحكوم والأو روبية في العصور الوسطى، بما في ذلك المراكز الحكومية في الولايات المتحدة، هي مصممة وفق الهندسة المقدسة

‏يبدو أن هذه الهندسة الذهبية لم تسود في أوروبا فحسب في تلك الفترة، بل تجلت بأبهى حلتها في الشرق أيضاً (الجوامع). فيما يلي مظهرين فقط للنسبة المقدسة في صرح تاج محل، مع أن معظم جوانبه وسماته تخضع لهذه النسبة الذهبية.

"تاج محل" في الهند، مُفعم بالنسب الذهبية

اللوحات الفنية

‏هل تساءلت يوماً لماذا يوجد هناك لوحات ترتاح لها العين والقلب أكثر من غيرها؟ هل يمكن أن يكون السبب كامن في طريقة تقطيع عناصر اللوحة إلى ‏نسب ذهبية مختلفة؟

‏هل تساءل أحدكم عن سبب الهيبة والفخامة التي تطبعها سيارة المرسيدس في نفوسنا؟

‏الجواب: معظم مظاهرها وسماتها تخضع لقانون هذه الهندسة السحرية! يمكنك التأكد من ذلك بنفسك من خلال إجراء قياسات لجوانب مختلفة من السيارة.

‏في الحقيقة، ليس هناك حدود للتطبيقات التي يمكنك إجراءها لهذا النوع من الهندسة السحرية. كل ما عليك فعله هو التعرف على مبادئها البسيطة ونعلم طريقة تطبيقها في حياتك الخاصة والعملية.

‏لقد أصبح واضحاً أن الإنسان وكافة مظاهر الطبيعة من حوله مندمج جوهرياً في التركيبة البايومعلوماتية للكون، أي أنه يشكل جزءاً لا ينفصل عن المخطط الباطني الذي برمج على أساسه الكون بأكمله، وهذا ما لاحظناه بوضوح خلال استكشاف ‏علم "الهندسة المقدسة" واستخلاص النسبة الذهبية التى تتجسد فى مظاهر مختلفة من الوجود. هذا أحد الإثباتات الجازمة على حقيقة أن "البرماج البايومعلوماتي" (الروح) للكائن البشري يشكل جزء من برماج بايومعلوماتي أكبر، ويزداد حجم وشمول البرماج MATRIX كلما ارتقينا مستويات إضافية إلى الأعلى.. حتى نصل في النهاية إلى مستوى مطلق يشمل الكون وما وراءه من أبعاد متعددة.

كافة مجريات الكون تخضع لقانون النسبة الذهبية
يمكنك ملاحظة شكل اللولب الذهبي بين طرف من أذرع هذا السديم إلى مركزه


‏لقد أصبح لدينا إثباتات جازمة على أن الحكمة القديمة كانت على حق، حيث تبين فعلاً، وبالتجربة العلمية العصرية، أن الكون بأكمله هو من إنتاج وتصميم عقل عظيم، هذا الكون يتميز بطبيعة هولوغرافية وخواص هندسية متراكبة FACTAL ‏(الجزء يشبه الكل) بحيث يتجسد التشابه (التطابق) بين أصغر جسيم على المستوى الذري حتى أكبر جرم على المستوى الكوني.

‏خلال تناول موضوع الهندسة المقدسة في إصدار سابق ("طاقة الأ ورغون ج2")، تحدثت عن الاكتشافات العلمية الحديثة التي أثبتت هذه الحقيقة. لقد بينت أن الكل العنقودية المكروية MICROCLUSTERS التي تتشكل على المستوى الذري تتطابق مع الكتل العنقودية العملاقة superclusters، التي تتشكل على مستوى المجرات الكونية. وهذه التكتلات تتخذ اصطفافات هندسية محددة، وهي ذاتها التي تعرف بـ "المجسمات الأفلاطونية" PLATONIC SOLIDS. لكن للأسف الشديد، هذه الاكتشافات لم تجد طريقها إلى عالم المعرفة بشكل علني وواسع.

كافة التقاليد المقدسة العريقة، بما فيها نصوص الفيدا، أكدث على أن هناك "نظام خفي" يجمع بين جميع مظاهر الكون المختلفة، وبأنه بعد دراسة معمّقة وكافية للأشكال الهندسية الكامنة في الناظ الخفي، ثم تصورها والتركيز عليها بطريقة صحيحة، يمكن لعقل المريد أن يتواصل وينسجم مع الوحدة الجامعة للكون، بحيث يصبح من الممكن تحقيق إنجازات عقلية خارقة، كقدرة التأثير على المادة، أو إحداث تغيير في القوانين الفيزيائية الطبيعية.

‏اعتقد القدماء بأن ممارسة الهندسة المقدسة كانت جوهرية لتهذيب النفس وتثقيفها. لقد عرفوا أن هذه النماذج والنظم ترمز إلى عالمنا الداخلي وكذلك البنية الخفية للوعي وحالة الصحوة. فكان "المقدّس" بالنسبة لهم ميزة خاصة تتعلق بالوعي والسر الكبير الكامن وراء الصحوة....الدهشة... الآية المقدسة النهائية. تتخذ الهندسة المقدسة لنفسها مستوى خاص ومميز عندما يتعلق الأمر بتجربة الوعي الذاتي.

‏تعلم مدارس الحكمة القديمة بأن المقدس الكوني الأعظم ينقسم إلى أجزاء أصغر ثم أصغر ثم أصغر.. وجميع هذه الأجزاء المنقسمة تتخذ نفسر الشكل الهندسي للجزء الكلي. والصورة التالية تمل نفس الفكرة لكن بطريقة مبسطة لسهولة الاستيعاب، حيت كل دائرة منفردة متطابقة في الشكل مع باقي الدوائر مهما كان حجمها أو موقعها في الكون.

هذه الخاصية الطبيعية للكون تفسر السبب الذي يجعل المتأملين الذين ينظرون إلى لوحة مرسوم عليها إحدى الأشكال الهندسية المتطابقة مع إحدى مظاهر الكون، ويسمونها "ماندالا" mandala، سوف يتناغم الوعي عندهم مع ذلك الجزء من الكون المرسوم على اللوحة. بالإضافة إلى الاعتقاد بأنه مجرد وضع إحدى هذه النقوش في المعبد أو المقام أو غيره.. سوف يتناغم مع الشكل الكلي للكون، وبالتالي استقاء طاقة كونية كبيرة من خلال هذا التناغم الحاصل بين الجزء والكل.

‏طبعاً، هذا الكلام السابق لا يمكن أن نفهمه قبل إجراء المزيد من التوضيح. فقد نتساءل: ما هي علاقة الوعي الإنساني بالحالة التراكبية للكون؟ صحيح أننا تعرفنا على الطبيعة الهولوغرافية للكون وما يوفره من مظاهر رائعة، لكن لا نستطيع إتمام الفكرة بالكامل دون أن نتعرف على مفهوم زهرة الحياة الذي كان معروفاً فى كافة الفلسفات القديمة.

نقلاً عن كتاب من نحن ج- علاء الحلبي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad

Your Ad Spot