احتفال أسطورى فى افتتاح طريق الكباش

طريق الكباش المنتظر افتتاحه خلال ساعات، واحد من أهم الأحداث العالمية الفريدة التى لا تتكرر كثيرًا، والذى ينتظره العالم بشغف كبير لما تمثله الأقصر من أهمية كبرى فى التراث العالمى, إذ تنفرد المدينة وحدها بثلث آثار العالم, وقد أنهت مدينة الشمس ـ الأقصر ـ استعداداتها للاحتفالية العالمية الكبرى المنتظر إقامتها غدا للإعلان عن الحدث الفريد الذى من المنتظر أن يصاحبه الإعلان عن " الأقصر متحف عالمى مفتوح", وتأتى استعدادات الأقصر لهذا الحدث الذى يترقبه العالم أجمع وسط زخم كبير من وسائل الإعلام العالمية والمحلية التى تتابع كل صغيرة وكبيرة من تفاصيل الاحتفالية التى ستنقلها وسائل الإعلام ووكالات الأنباء العالمية والعربية والمحلية لتتحول المدينة إلى بؤرة اهتمام العالم الذى بات يتحدث عنها بكل فخر, وسط ترقب لحضور عدد كبير من الملوك والرؤساء ومشاهير العالم, وعشاق الحضارة المصرية في العالم لهذه الاحتفالية.

وبعد أن صار الحلم الذى ظل يراود الأثريين وعشاق ومحبى الآثار المصرية في مصر والعالم حقيقة واقعة.. فلم يتبقَ سوى ساعات قليلة ويعلن عنه.. أصبح يحق لكل مصرى أن يفتخر بمشروع إحياء طريق الكباش الذى تم بأياد مصرية خالصة بعد أن أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسى مبادرته لتحويل الأقصر إلى أكبر متحف عالمى مفتوح.. وبما يسهم فى زيادة التدفقات السياحية والإقبال على زيارة المدينة التاريخية ويؤدى إلى انتعاشة سياحية تعيد للأقصر عصرها الذهبى وما لذلك من مردود اقتصادى كبير.

برنامج الافتتاح

وسط إشادة عالمية من السياح المقيمين والقادمين لزيارة الأقصر رصدت "الأهرام المسائى" ردود الفعل التى تسبق الإعلان عن الإنجاز الكبير المنتظر افتتاحه خلال ساعات فى احتفالية عالمية, حيث ينطلق الافتتاح على أنغام أنشودة آمون, وفى خطوات مهيبة ثابتة يتحرك موكب ضخم على طول طريق الكباش الفرعونى بنحو2700 متر , وسيضم الموكب عددًا من الشباب والفتيات وهم يرتدون الزى الفرعونى في خلفية رائعة لموسيقى تصويرية تجذب وتلفت الأنظار, مع توجيه الإضاءة تجاه الموكب ليظهر مضاء وسط عتمة النيل, حيث يتحرك الموكب منذ بداية طريق الكباش بمعبد الأقصر متوجها إلى المنصة الرئيسية للحفل في معابد الكرنك ناحية شمال المدينة.

قصة الطريق

ويقول أيمن أبو زيد رئيس الجمعية المصرية للتنمية السياحية والأثرية بالأقصر إن طريق الكباش يربط بين معبدى الأقصر والكرنك, حيث يوجد على جانبى الطريق تماثيل لأبي الهول برأس كبش، والكبش هنا يرمز للإله آمون، ربما لحماية المعبد وإبراز محوره , وقد أطلق المصرى القديم على هذا الطريق اسم " وات نتر WAt-nTr ". بمعنى طريق الإله، أما طريق الكباش في معابد الكرنك فقد عرف باسم " تا ـ ميت ـ رهنت ", وترجمتها طريق الكباش أيضا , مشيرا إلى أنه على طول الطريق البالغ 2.7 كم 1200 تمثال كانت تنحت من كتلة واحدة من الحجر الرملي ذات كورنيش نقش عليه اسم الملك وألقابه وثناء على مقامه على قاعدة من الحجر مكونة من 4 مداميك من الحجر المستخدم نظرا لوجود بعض النقوش, وقد تقام علي هيئتين : الأولى: تتخذ شكل جسم أسد ورأس إنسان " أبو الهول " الثانية : تتخذ شكل جسد الكبش ورأس كبش كرمز من رموز الإله آمون رع .

وأوضح "أبو زيد" أن أهمية هذا الطريق ترجع إلى أنه يعد أقدم طرق الاحتفالات القديمة فى العالم , حيث يعود تاريخه إلى ٣٥٠٠ عام , مشيرًا إلى أنه تم تشييده فى العصر الذهبى للإمبراطورية المصرية القديمة , وكان يستخدم فى الاحتفالات التى كانت تقام فى الأقصر مع بداية موسم الفيضان فيما يسمى بعيد " الأوبت" والذى يعد من أهم وأشهر الأعياد المصرية القديمة التى كان يشارك فيها الملك بنفسه , وبحضور كبار الكهنة ورجال الدولة مع عامة الشعب .

وأشار إلى أن الاحتفالات بهذا العيد كانت تبدأ من معبد الكرنك وحتى معبد الأقصر والعودة عبر طريق أبوالهول , ويصل طول الطريق إلى ثلاثة كيلو مترات , ويحفه من الجانبين المئات من تماثيل أبوالهول التى تمثل الفرعون بجسم أسد دليل على القوة والتى يتبقى منها الكثير فى حالة جيدة , لافتا إلى أنه تم تزويد طريق المواكب المقدسة القديم بثلاثة مداخل حتى يتسنى للزائر الاستمتاع بالمشى في الطريق وزيارة معالمه المختلفة .

وأضاف أن تاريخ أعمال الحفر للكشف عن طريق الكباش طبقًا للتسلسل الزمني تشير إلى قيام الدكتور زكريا غنيم عام 1949 بالكشف عن 8 تماثيل لأبي الهول, ثم قام الدكتور محمد عبد القادر 1958م- 1960 م بالكشف عن 14 تمثالا أخرى , واتبعه الدكتور محمد عبد الرازق 1961م – 1964 بالكشف عن 64 تمثالا أخري , قبل أن يقوم الدكتور محمد الصغير منتصف السبعينيات حتى 2002 م بالكشف عن الطريق الممتد من الصرح العاشر حتى معبد موت , فضلا عن الطريق المحاذي باتجاه النيل , ثم قام منصور بريك عام 2006م بإعادة أعمال الحفر للكشف عن باقي الطريق بمناطق خالد بن الوليد وطريق المطار وشارع المطحن, بالإضافة إلى قيامه بصيانة الشواهد الأثرية المكتشفة ورفعها معماريا وتسجيل طبقات التربة لمعرفة تاريخ طريق المواكب الكبرى عبر العصور.

وأوضح أنه كان لوجود الدكتور سمير فرج محافظ الأقصر الأسبق الأثر الأكبر في إحياء المشروع من جديد وظهور الطريق إلى النور من خلال القرارات الجريئة التي قام بها بموافقة مجلس الوزراء في نزع جميع الأراضي ووضعها تحت بند منفعة عامة مما أسرع من عجلة العمل , وذلك بتسخير كل القوى لتسهيل عملية الحفر , ثم استكملت أعمال الحفر والتنقيب فى عهد المحافظ محمد بدر , والذى قطع شوطا كبيرا في استكمال الكشف, وجاء المستشار مصطفى ألهم محافظ الأقصر الحالى بأعمال كبيرة بالتعاون والتنسيق مع وزارة الدولة للآثار فى استكمال الطريق وتجهيزه للافتتاح، مشيرًا إلى أنه رغم كل الظروف الصعبة التى مرت بها البلاد خلال السنوات الماضية إلا أن الإرادة القوية والعزيمة الصادقة للرئيس عبد الفتاح السيسى تمكنت من تحويل الحلم الحضارى إلى حقيقة سيشاهدها العالم كله بعد أن تم الانتهاء من ترميم طريق أبوالهول والذى يطلق عليه مجازًا طريق الكباش .

الحدث فى عيون العالم

"الأهرام المسائى" رصد "الحدث" فى عيون السائحين الموجودين بالأقصر حيث تقول سكاى جينا وايز ـ سائحة أمريكية تعشق الأقصر ـ إن افتتاح طريق الكباش يعد إنجازًا كبيرًا للحكومة المصرية ويستحق التقدير والإعجاب لأنه سيعطينا فرصة أكبر لتخيل الحياة الملكية عند الفراعنة, وكيف كانت تتم احتفالات بداية السنة الجديدة, مشيرة إلى أن هذا المشروع يعتبر إضافة حقيقية للتراث المصرى القديم, ودعمًا للسياحة بالمدينة التى بدأت في الانتعاش مع بداية الموسم.

وتابعت: "سأرسل لأصدقائى وأقاربى صورًا للطريق لحثهم على الحضور لمشاهدة هذا الإعجاز المصرى الفريد.. حضرت للأقصر من قبل، ولكنى أراها الآن في صورة جميلة أتمنى أن تستمر عليها, خاصة النظافة والجمال الذى تتمتع به شوارعها الرئيسية, وعلى الرغم من بدء الموجة الرابعة لكورونا إلا أننى أشعر بالأمان والاهتمام, فمصر آمنة وشعبها طيب ومضياف".

وتضيف شروق محمد ـ سائحة أردنية: سمعت منذ سنوات عن هذا المشروع ولكن بعد زيارتى للأقصر ورؤيته على الطبيعة فأنا سعيدة جدا بهذا الإنجاز الحضارى الذى يفخر به كل عربى الذى يساهم فى تنشيط السياحة المصرية.

وتابعت: "حتما سأحضر الاحتفالية مع أصدقائى وأقاربى لمشاهدة هذا الإنجاز العظيم, وألف مبروك لمصر والمصريين والرئيس السيسى" .

وتقول إيريكا أمرين ـ ألمانية: أعشق الحضارة الفرعونية, وافتتاح طريق الكباش أعتبره نقلة حضارية رائعة, حيث سيسمح لنا بالتجول من معبد الأقصر إلى الكرنك فى نقلة تعيد أمجاد الفراعنة, وإننى على ثقة بأن هذه الخطوة سوف تعيد الحركة السياحية للأقصر في ثوب جديد أمام العالم كله والذى ينتظر المعجزة المصرية.

وتضيف إيزا بيلا ـ سائحة فرنسية ـ : زرت مصر أكثر من مرة وكان المرشدون السياحيون يحكون لى عن ما هو موجود تحت المنازل والبنايات الحديثة , وكم حلمت أن أرى هذا الحلم يتحول إلى حقيقة , مشيرة إلى أن هذا الطريق بعد اكتمال اكتشافه يعد من عجائب الحضارات القديمة , مؤكدة أن الحضارة المصرية القديمة لها الريادة ولاتزال أسرارها تظهر مع مرور السنين , وأرى أن طريق الكباش يعد حدثا عظيما ينتظره العالم بشغف .

أخبار اليوم# اخبار مصر# اخبار السعودية#