اخر المشاركات

Post Top Ad

8‏/4‏/2022

"البوصلة الاستراتيجية".. هل ستؤدي إلى انفصال أوروبا عن أمريكا؟

 

"البوصلة الاستراتيجية".. هل ستؤدي إلى انفصال أوروبا عن أمريكا؟

"البوصلة الاستراتيجية"

قالت مجلة ”ناشيونال إنترست“ الأمريكية، إن موافقة الدول الأوروبية على مشروع ”البوصلة الاستراتيجية للأمن والدفاع“ الشهر الماضي، وضعها على الطريق لتحقيق الاستقلالية في الدفاع عن نفسها دون الاعتماد على الولايات المتحدة.

وأشارت المجلة في تقرير نشرته، يوم الأربعاء، إلى أن هذا المشروع يرسم مسارًا جديدًا للمضي قدمًا في السياسات الخارجية والدفاعية المشتركة للمجلس الأوروبي.

ولفتت إلى أنه منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، زاد طول الوثيقة من 28 إلى 47 صفحة، وهناك إشارات عديدة للصراع طوال الوقت.

وأوضحت أن الوثيقة تؤكد على أن ”الحجة من أجل زخم جديد لأمن الاتحاد الأوروبي ودفاعه مقنعة.. وهي وجود بيئة أكثر عدائية واتجاهات جيوسياسية أوسع تدعو الاتحاد الأوروبي لتحمل نصيب أكبر من المسؤولية عن أمنه“.

وقالت المجلة في تقريرها: ”إذا كان صانعو السياسة في الولايات المتحدة جادين بشأن تحديد الأولويات الاستراتيجية، فعليهم أن يتطلعوا إلى استغلال هذه الفرصة لدفع الحلفاء الأوروبيين في هذا المسار“.

ما هي البوصلة الاستراتيجية

وأشارت المجلة إلى أنه على عكس مخاوف واشنطن الطويلة الأمد بشأن إمكانية وجود منافس أمني أوروبي، لا تجادل البوصلة في أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يحل محل حلف ”الناتو“ أو الولايات المتحدة كمزود أمن إقليمي، وأنها بدلا من ذلك، تقر بأن ”الشراكة الاستراتيجية مع الناتو ضرورية“، وأن التحالف ”يظل أساس الدفاع الجماعي لأعضائه“.

وترديدًا للبيان الصادر عن البيت الأبيض بعد الاجتماع الذي عقد في كوسوفو بين الرئيس جو بايدن والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تدعو البوصلة أيضًا إلى أن تكون الاستثمارات والقدرات الدفاعية للاتحاد الأوروبي ”مكملة لحلف الناتو“.

وقالت: ”بعيدًا عن التطلع إلى أن يكون منافسًا، يسعى الاتحاد الأوروبي إلى منح نفسه المزيد من الخيارات للعمل، بما في ذلك إلى جانب الناتو والولايات المتحدة“.

ولفتت إلى أن قائمة القدرات الدفاعية الجديدة الموضحة في الوثيقة تخدم هدفين، أولهما تطوير قدرة الانتشار السريع لـ 5000 جندي مع عناصر برية وجوية وبحرية، بالإضافة إلى زيادة الاستعداد التشغيلي وفترات الاستعداد والتدريب العملي لمجموعات القتال في الاتحاد الأوروبي؛ بهدف تزويد أوروبا بمزيد من القوة الهائلة.

عوامل التمكين الاستراتيجية

تهدف البوصلة الاستراتيجية إلى الاستثمار في ”عوامل التمكين الاستراتيجية“ التي من شأنها أن تساعد بشكل غير مباشر في سد الثغرات في البنية التحتية العملياتية والقوة لحلف الناتو، بحسب المجلة، التي قالت إن هذه كانت مشكلة مستمرة لعقود من الزمن، مع توفير معظم المعدات والقدرات المتطورة للتحالف من قبل الولايات المتحدة.

وأوضحت المجلة أنه لمعالجة هذا العجز، تكلف البوصلة دول أوروبا بالاستثمار في قدرات النقل الجوي والنقل البرمائي والأقمار الصناعية والاتصالات والسيبرانية والاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، مضيفة أن الأهم من ذلك هو أن الوثيقة تؤكد على تطوير المزيد من البنية التحتية للنقل ثنائي الاستخدام داخل الاتحاد الأوروبي لتحسين التنقل العسكري.

التكامل الدفاعي

وذكرت المجلة في تقريرها أن عدة عوامل ستشكل مسار ونطاق جهود الاتحاد الأوروبي لمتابعة الاستقلال الاستراتيجي، مشيرة إلى أنه من خلال الاعتراف بـ ”الناتو“، باعتباره ”أساس الدفاع الجماعي لأعضائه“، تقر البوصلة ضمنيًا بالمكانة الأصغر للاتحاد الأوروبي في العلاقة عبر الأطلسي.

واعتبرت أنه إذا أراد الاتحاد الأوروبي تغيير ذلك، فسيتعين عليه أن يوسع تدريجيًا مسؤولياته وقدراته الأمنية بما يتجاوز ما حدده بالفعل.

ولفتت إلى أنه بالنظر إلى أن العديد من أهم الفاعلين في الاتحاد الأوروبي

 هم أعضاء في كلتا المنظمتين، فقد تأتي نقطة، ربما بعد عقود من الآن،

 ”عندما تبدأ جهود الاتحاد الدفاعي للاتحاد الأوروبي في تحدي هيمنة الناتو“.

وقالت: ”ما إذا كانت الدول الأعضاء الأكثر أهمية في الاتحاد الأوروبي 

على استعداد للحفاظ على ترتيب البنية الأمنية المزدوجة على المدى الطويل..

 هو سؤال مفتوح“.

وأشارت إلى أنه نظرًا لأن البنية الأمنية الحالية لأوروبا تعتمد بشدة 

على الولايات المتحدة، فإن رد فعل واشنطن على التكامل الدفاعي للاتحاد الأوروبي

 سيكون له تداعيات مهمة على مستقبل الاستقلالية الاستراتيجية لأوروبا.

وقالت: ”سيواجه صانعو السياسة الأمريكيون خيارين، وهما تعزيز 

القيادة داخل الناتو وتثبيط الاستقلال الاستراتيجي، أو تحويل العبء تدريجيًا 

إلى أعضاء الناتو الأوروبيين وتقليص الوجود الأمريكي في الخطوط المتقدمة“.

وختمت بالقول: ”الاقتراح الأخير سيمنح الأوروبيين خيار السعي وراء 

الاستقلالية الاستراتيجية حصريًا، إما من خلال الناتو أو الاتحاد الأوروبي..

 وسيكون اختيار الأوروبيين للاستثمار في المزيد متروكًا لهم، 

على الرغم من أن الناتو لديه بنية تحتية مؤسسية وتاريخ تعاوني يمكن البناء

 عليه في السياسة الخارجية والدفاعية أكثر من الاتحاد الأوروبي“.

المصدر : إرم نيوز

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad

Your Ad Spot